الفلسفة المثالية وفلسفة التربية البدنية ( رؤية باحث )

من طرف **RADWAN** الخميس فبراير 04, 2010 8:25 am

[size=21]الفلسفة المثالية وفلسفة التربية البدنية :

يعتبر المذهب المثالي أقرب المذاهب التصاقاً بالأديان والجوانب الروحية ،
والمثالية تركز على أن الحقيقة النهائية ذات طبيعة روحية أكثر منها جسمية
، وعقلية أكثر منها مادية ، أي أن العقل والتفكير هما الشيئان الهامان ومن
سمات المثالية أنها تنظر إلى الأفكار على أنها كلية ثابتة لا تتغير ،
وكلما نزلنا إلى عالم المادة نجد أن هذه المادة متغيرة وغير ثابتة وبها
قصور . فالكمال للأفكار ، وهذه الأفكار هي الحقيقة الكاملة لذلك فالتأمل
الفكري عند المثاليين يسمو على التجريب العملي . فالمثالية باختصار هي
الاتجاه الفلسفي الذي يرجع كل وجود إلى الفكر بالمعني الأعم لهذه الكلمة .
والمثاليون ينادون بمجموعة من القيم المطلقة هي الحق ، الخير ، الجمال
وأسمي درجة تسعى إليها المثالية هي الوجود المثالي ، لأن العالم المثالي
متكامل أما العالم المادي فناقص .
ويؤيد المثاليون أن الطفل جزء من كون روحي إلى أقصي حد ، وأن له مصيره
الروحي الذي عله أن يحققه طبقاً لإمكاناته الخاصة ، ولذا يجب أن تقوم
التربية (وبالتالي التربية البدنية) على بث علاقة وثيقة بين الطفل
والعناصر الروحية للطبيعة ، ويجب أن نركز على التناسق الفكري بين الإنسان
والكون ، ويجب ألا ينظر الطفل إلى الكون على أنه آلة ضخمة تعمل بلا روح
وبلا هدف . بل ينبغي أن يري الكون من حيث أن له معني وغرضاً ، وهذا يتفق
مع مبدأ النظرية الغائية التي تري أن الكون له غاية يسعى لتحقيقها .
ولقد أهتم فلاسفة هذا المذهب أمثال أفلاطون وسقراط وأرسطو وغيرهم بالتربية
البدنية ، فكانت لهم آراء عديدة في ظاهرة ارتباط الجسم والعقل .
والدارس لفلسفة الروح Philosophy of Mind يعلم النظريات المتعددم التي
تفسر هذه العلاقة ، فهناك نظرية التأثير المتبادل ونظرية الاستقلال ونظرية
العامل الثانوي أو المصاحب .

] أ ] نظرية التأثير المتبادل :
تري هذه النظرية أن العقل والجسم تكوينان مستقلان يؤثر كل منهما في الآخر .

[ب] نظرية الاستقلال :

تري هذه النظرية أنهما (أي العقل والجسم) تكوينان مستقلان لا يؤثر أحدهما في الآخر ويسيران سيراً متوازياً .

[ج] نظرية العامل الثانوي أو المصاحب :

تري هذه النظرية أن الجسم هو الذي يؤثر في العقل وأن العقل هو ظاهرة مصاحبة للجسم .

ولو تعرضنا لآراء الفيلسوف أفلاطون باعتباره أكثر الفلاسفة المثاليين
تأثيراً على التربية البدنية حيث قدم برنامجاً واقعياً للتربية البدنية في
جموريته الشهيرة ، ففلسفة أفلاطون فيما يتعلق بظاهرة ارتباط العقل والجسم
تعتبر فلسفة ثنائية . فهو يميز العقل عن الجسم ويري أن الروح متأثرة بشرور
الجسد وشهواته .

وقد يبدوا محيراً لقراء أفلاطون أنه يدين الجسد من ناحية في حين أنه من
ناحية أخري يدعو إلى تربيته من خلال الألعاب الرياضية ولكن في الحقيقة ليس
هناك وجود واقعي لهذه الازدواجية المتعارضة . فهو يري أن تربية الجسد
ستساعد على تقديم خدمات أفضل للروح .

ويري سقراط أن الألعاب الرياضية شأنها شأن الموسيقي ، ويجب أن تبدأ في سن
مبكرة ، وتستمر طول العمر ، وهو - أي سقراط – يعتقد أن الجسد السليم يؤدي
خدما جيدة للروح ، كما أن الروح الطيبة تستطيع أن تكسب الجسد كثيراً من
المزايا .

ويضيف سقراط أن للإنسان طبيعة روحية وجسدية من ناحية ، وطبيعة فلسفية
وعاطفية من ناحية أخرى وهذان الأساسان كأوتار الآلة الموسيقية يمكن أن
نشدها أو نرخيها حتى يتم التوافق المطلوب .

أما الفيلسوف أرسطو فقد أهتم بالتربية البدنية لكونها تساعد الفرد على أن يحيا حياة فاضلة وسعيدة .[/size]